من طرف ماهي قصة الدخان هذه وكيف بدأ ؟
للأسف الشديد لا توجد لدينا في السودان دراسات عميقة تهتم بمثل هذه الاشياء او معلومات موثقة وكل مانتحصل عليه من هذا التراث عن طريق وسائل تفتقد للدقة
اكثر مقولة يتقبلها العقل عن نشأة الدخان ان اكتشافه تم عن طريق الحطب الذي يجلب لأغراض إعداد الطعام والتدفئة ويقال ان منطقة بربر هي اول المناطق التي عرفت الدخان
حيث كان يستعمل في العواسة ( إعداد الكسرة ) حيث لاحظت النسوة ان هذا الخشب يتصاعد منه دخان كثيف ذو راحة جميلة
وبدأ التطور في استعماله
يستعمل للدخان نوعان من الخشب هما الأكثر شهرة الشاف والطلح وهناك انواع أخرى لكن هذان اشهرهما
الدخان ارتبط بالنساء المتزوجات نظرا لآثاره الكثيرة التي سوف نتناولها لاحقا
وفي تطور ايضا لتاريخ الدخان أصبح يستعمل للفتاة بعد خطبتها لتجهيزها للزواج
تأثيره على البشرة
يعمل الدخان على بشرة الجسم عامة حيث استعماله يشبه الى حد كبير البخار فيجعل الجسم يفرز كمية من العرق ويخرج الاملاح التي تعيد للبشرة النضارة والنقاء
كما ان الدخان يساعد على تقوية المفاصل والعظام او مايعرف عندنا محليا بالرطوبة
كذلك المداومة على عمله تجعل البشرة تميل الى اللون البرونزي وتتكون طبقات رقيقة وهي التي تعرف بقشرة الدخان التي تزال عن طريق دلكة العجين او عن طريق الحلاوة البلدية
وفي تطور ايضا تُزال قشرة الدخان عن طريق البخار العادي
هناك ايضا فوائد للدخان حيث له تأثير في معالجة بعض الالتهابات النسائية والتي تعاني منها بعض السيدات كمان ان رائحة الدخان تمنع رائحة العرق والافرازت الغير محببة
التأثير النفسي
للدخان تأثير نفسي ملحوظ فهو ارتبط بالجمال والعناية ويقال بلغتنا العامية فلانة ( شبّابة ) يعني بتحب الدخان والدلكة وتجد امثال هذه الانثى تتباهى بذلك في مجتمع النساء
كما انها تكون محظية لدى زوجها الذي يرى في عملها للدخان انوثة وإغراء حيث ترسبت هذه المفاهيم في عقلية الرجل السوداني
طريقة اعداد الدخان وكيفية عمله على الوجه الصحيح
يختار الخشب الجيد من الشاف والطلح بحيث يكون نظيفا لا يحوي مايقال عنه السوس او يحوي تهشما بداخله
يغسل جيدا (الشاف والطلح ) ويوضع على برش في الظل حتى يجف من الماء
يحضر قرنفل وينقع في وعاء كبير ثم يصفى
يوضع الخشب على ماء القرنفل طوال اليوم حتى يتسرب بداخله جيدا
ثم يوضع على الظل ليجف ويحفظ لحين الاستعمال
طريقة عمل الدخان
هنا نتحدث عن عمل الدخان العادي
اما مايخص تجهيز العروس مختلف سأسرده لاحقاً
عادة يستعمل الدخان على مايعرف بالحفرة ويكاد لا يخلو بيت سوداني منها لكن مع التطور العمراني وتواجد الشقق استعيض عن الحفرة بما يعرف بالحفرة المتجولة وهي عبارة عن وعاء بالفخار غالبا
اختيار نوع الخشب حسب الرغبة لكن الطلح عند ذوي الخبرة هو الافضل في الاستعمال
والشاف قد يضاف في الدقائق الاخيرة لرائحته الجميلة
يدهن الجسم بكريم كان في الماضي الكركار (ساشرح طريقة عمله في بوست آخر )
ولازال البعض يصر على استعماله
لكن من الممكن استعمال ( زيت بيبي لوشن ) او اي زيت الغرض ترطيب الجلد
ثم يتم تغطية الجسم كاملا والابخرة التي تتصاعد عبر الغطاء يستفيد منها الوجه
عادة الجلوس المتوسط في الدخان يتراوح مابين 30 – 40 دقيقة
ولاباس من ادخال الوجه بداخل الغطاء لبعض لحظات
بعد ان ترتاح قليلا ( الشبّابة هانم ) تشرب سوائل كانت في السابق ( المديدة ) التي تساعد على زيادة الوزن اما الان فهي تشرب ماء او عصير
ثم يتم عمل الدلكة المعروفة لازالة الشوائب عن البشرة واثار العرق او يتم عمل عجنية تسمى ( الدرداقة ) وهي عبارة عن عجينة تتكون من دقيق فينو يعجن بماء وقليل زيت تمررعلى الجسم تزيل تلك الشوائب
النساء اللاتي يستعملن الدرداقة يفضلن رائحة الدخان الطبيعية اي بدون رائحة الدلكة
بعد ذلك تستطيع المرأه ارتداء ملابسها وعمل البخور الصندل
ثم التعطر بالخمرة السودانية
والعفو والعافية بعد داك
